انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ممنوع صور النساء في المنتدى إنه منتدى تعليمي مدير المنتدى :محمد حسام الدين

    الرياضة والمجتمع

    محمد حسام الدين
    محمد حسام الدين
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 125
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 06/01/2011
    العمر : 24

    الرياضة والمجتمع Empty الرياضة والمجتمع

    مُساهمة من طرف محمد حسام الدين الخميس مارس 03, 2011 3:18 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ما هي القيمة الاجتماعية للرياضة؟ فالفائدة الأساسية للرياضية في للمجتمع تكمن في المشاركة لا محاولة الفوز كما يشدد المختصون، كما أن الأموال التي تصرف على الرياضة عموما قصد بها مصلحة المجتمع لا فئة معينة منه ؟ إن الفائدة الحقيقة للرياضة تكمن في إبقاء المجتمع سليماً من الناحية الصحية، بل أن المكسب الحقيقي للمجتمع هو المشاركة، فالجميع كاسب في النهاية. والرياضة وسيلة أساسية للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية والتخلص من التوتر و الاكتئاب، فالدراسات الحديثة تؤكد على أن الفرد الذي يتمتع بالصحة واللياقة البدنية يصرف أموالا اقل على احتياجاته الطبية، وهو ما يتوفر بين الذين يمارسون الرياضات الفردية غير التنافسية، حيث تقل الحاجة إلى المهارات الفردية و تنخفض نسبة الإصابات بدرجة ملحوظة.
    إن تنظيم برامج رياضية جماعية يجب أن يبدأ من الصغر، خاصة في المدارس، وليس شرطا أن يمارس الطلاب الرياضات التنافسية المعروفة، وإنما يجب تعويدهم على ممارسة رياضات تُكسب اللياقة البدينة، ولا تتطلب قدرا كبيرا من المهارات أو التكاليف المالية، حيث أن صغار السن يمثلون القاعدة الأمثل لنشر المشاركة الرياضية التي لا تتطلب مهارات خاصة. إن مثل هذا النهج غير متلائم مع نمط البرامج الرياضية في مدارسنا في الوقت الراهن، والتي تقوم على أساس مبدأ الفوز والخسارة لا المشاركة بهدف تنمية العادات الرياضية ذات العلاقة بالصحة واللياقة البدينة الفردية. وعادة ما يتجاهل مدرس التربية الرياضية الطلاب من غير ذوي المهارة، وهم الأغلبية، ويبعدهم عن المشاركة، ونتيجة لذلك تنشأ أجيال شابة تفتقر إلى اللياقة البدنية لأن أساس الرياضة المدرسية لدينا يقوم على مبدأ غير ملائم.
    الرياضة بصفة عامة تساعد على بناء الشخصية الاجتماعية والفردية القوية، و وتنمي الروح الجماعية، و تؤصل الرغبة في التعاون، عندما تستند إلى مبدأ المشاركة لا المنافسة وتحقيق الفوز. إن زيادة الاهتمام بالرياضة المحترفة والصرف المادي عليها أنتج دائما نمطا من التخمة الرياضية في عطلات نهاية الأسبوع سواء في الملاعب أو على شاشات الفضائيات المتعددة، وقام رجال الأعمال باستغلال النقل التلفزيوني لترويج سلعهم وبضائعهم في حين أن أرباب الأسر يجلسون لمتابعة هذا النقل التلفزيوني ويهملون واجبهم تجاه أبنائهم في الحق بممارسة الرياضية في نهاية الأسبوع، الأمر الذي يعتبره المختصون الاجتماعيون توجها اجتماعيا سلبيا، ذلك أن الرياضة غير الاحترافية تعني نقلاً تلفزيونياً اقل، وزيادة في المشاركة في أنماط رياضات الهواة المختلفة.
    إن الرياضة "علم" نشط فيما يتعلق بالإبداعات الفكرية والتقنية الرياضية، فالرياضي النشط لديه القدرة على إبداع أفكار رياضية متجددة، غير أن هذا الإبداع غالبا ما يكون خارج نطاق التنظيم الرسمي الذي يفرضه الإداريون والمدربون، في حين أن الرياضية"الاحترافية" ليست دوما في حاجة إلى "الإبداع والتجديد" من قبل اللاعبين نظرا لضرورة التزامهم بالأفكار والنظم الاحترافية المسبقة التي يضعها الإداري والمدرب ويفرضونها فرضاُ، في حين أن الرياضيين الهواة - من كافة أطياف المجتمع- يتمتعون بالقدرات والفرص غير المحدودة لممارسة مختلف الرياضات، مما يسمح بانطلاق أعداد غير محدودة من الأفكار الإبداعية الخلاقة.
    آن الأوان للتركيز على وفتح آفاق اجتماعية رياضية جديدة، وإيجاد "المنافذ" الرياضية أمام مئات الألوف من شباب مجتمعنا للممارسة حقهم في رياضات الهواة بعيدا عن "الاحتكار" "شبه الاحترافي" المغلق في الأندية الرياضية، والتي لا يتجاوز عدد من يمارسون كرة القدم بها ستة عشر ألف شاب فقط، ماذا عن البقية؟ كيف وأين يمارسون رياضاتهم؟ إنها مسؤولية المجتمع والجهات ذات العلاقة؟ لننظر حولنا : إن شبابنا لا يجد فرصا كبيرة لممارسة رياضات الهواة، ومن ثم فقد تتجه أعداد متزايدة منهم إلى ممارسة أنشطة سلبية أخرى؟ متى وكيف نتصدى لهذه "المعضلة" الاجتماعية؟ ونهيئ الفرص الرياضية لأعداد متزايدة من شبابنا المتردد بين الايجابية والسلبية الاجتماعية؟
    !


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 11:46 am